حدوتة
"وانص أبون أيه تايم...ذير واز سري براذرز..."
قاطعتها للمرة الثالثة و هي لازالت في البداية. بتقول يا هادي.
قالت بصوتها الرفيع الناعم "ثير وير ثري براثرز." ثم "و لا إيه؟"
نظرت إليها و هي تريد أن تقتلها و حاولت الإبقاء على الهدوء الذي لا وجود له. "أمال أنا قلت إيه؟ يا
حبيبتي؟؟؟"
"أعتقد إنتِ قريتها غلط و قلتي "واز " بدل "وير". مش متأكدة".
لكنها هي كانت متأكدة من شيء واحد و هي أنها لو أستطاعت لطبقت في مزمار رقبتها الناعمة البيضاء.
نورا البيضاء الملساء.
بدأت من جديد.
"وانص أبون أي تايم. ذير وير سري براذرز. ذي سري أوف ذيم وير برينسيز, سونز أوف زي كينج أو ذي لاند..."
"معلش أنا أسفة بس إنتِ متأكده إنهم أولاد الملك؟ دي أنهي حدوتة فيهم؟ أصل أنا قرياهم كلهم و مفيش واحدة كده. إتأكدي بس و النبي"
تملكت نفسها من أن تقذف عليها الكتاب الصغير و تطفشها للأبد.
"أيوه متأكده. أمال هقلف؟؟؟؟ لو سمحتي كفاية مقاطعة!!"
سكتت نورا و أكملت هي في القراءة تتلعثم عند كلمة صعبة و نورا تصححها و هي تهمس لمن يجلس بجانبها. و طبعاً من جلس بجانب نورا كان سعيد الحظ. دوماً. سعيد الحظ من جلس بجانب هذه الأميرة التي لا تتماشي نهائياً مع هذا الحي. بملابسها الجديدة و لكنتها المثالية في الإنجليزية و شعرها الناعم الذي لا يحتاج كي لتطلقه و ينسدل على ظهرها.
ماذا كانت تفعل هنا؟ وسط مباني السيدة القديمة. هل جائت من الكويت لتسرق أنظار شباب الحارة و هي تمشي غير مهتمة بهؤلاء العربجية؟؟
و لماذا تأتي لمجموعة القراءة في الجمعية؟ لتستعرض نطقها المثالي للإنجليزي؟؟ أووووف. لا تطيق رؤية خلقتها وسط المستمعون.
مسكت نورا نفسها من المقاطعة المتكررة للقارئة و تغاضت عن كل مشاكل النطق و الأخطاء النحوية و حتى قراءة الحروف السايلنت.
جلست تفكر في دورها القادم و تتلذذ في التفكير في أصعب قصة في هذه المكتبة البئيسة التي ستختارها لها من قبلها التي لا تعرف الإس من التي إتش. مهما كانت صعوبة القصة فهي ستقرائها بجدارة و سيستمتع بها الجالسون و لن تقع في خطاء واحد. ستبهرهم بملكتها للحكي الحدوتة فهي تتدرب كل يوم...
"ذي لاست برنس ريفيوزد تو تيك زي هيلب أوف زي أوجر أند هيي وينت أون ذي جوزني أون هيز أون. زي إيند."
صرخت نورا "لأ على فكرة! دي مش نهاية القصة. القصة لسه فيها حتة كمان."
خافت. و نظرت إلى الصفحة الأخيرة في الكتاب. نعم هذه هي أخر الكلمات. هذه هي أخر صفحة أصلاً. ماذا تريد الأن هذه القذرة الوقحة الغيورة؟؟؟؟
قامت نورا و إتجهت نحوها و أخذت منها الكتاب. نظرت إليه ملياً و قالت بصوت عاليّ
"أه...الكتاب ده مقطع. الصفحة الأخيرة مقطوعة. أصل أنا قريت الحكاية دي قبل كده و عارفاها. لو تحبوا...ممكن قبل ما أبتدي قصتي أكملكوا بقيت الحدوتة. إيه رأيكوا؟؟"
وافق الجميع و في ثواني كانت الأعين كلها إتجهت بعيداً عنها و تركزت على نورا و هي تجلس مقرفصة على الأرض بجونلتها المزركشة و الصندل الجديد.
أه كم كان الصندل جميلاً.
خرج صوت نورا للغرفة بطبقات مختلفة يعلو و ينخفض مع كل تغير في الجكاية. تحبس نفسها و هي تحكي و تطلقه و يتنفس معها الجالسون و يحمد كل منهم ربه على سلامة الأمير الأخير.
"أند ثي ليفد هايبلي إيفر أفتر. ذي إيند."
لم تتوقف. "إيه رأيكوا؟ أنا الصراحة مليش في النهايات السعيدة دي أوي. تحبوا أقرا حدوتة تانية؟؟"
نعم. نعم. نعم.
لم يهتم بها أحد و لا حتى لتقوم و تختار قصة لتقرائها نورا. أختارت نورا كتاب سميك و لغته صعبة و بدأت في القراءة.
"إن ذي إيفنينج بريز ذي واكت توجيذر..."
النحو غير صحيح!!! ألم يلحظ أحد؟؟ ألم يلحظوا نطقها السيء؟ تقول زي مثلها. فتحت فمها لتقول للناس "نورا نطقت كلمة أو إتنين غلط إنتوا مش واخدين بالكوا؟؟"
نظرت حولها تستنجد بهم لترى من لاحظ. لكن أحداً لم يكن يستمع. الكل كان ينظر على نورا و ساقيها اللتان بانتا من تحت الجونلة. التي كشفت عن سمانتين أملستين بدون شعرة واحدة.
أه ياني!!! أمها تسمح لها بالحلاوة منذ هذا السن المبكر؟؟؟!!!
تعليقات