المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٠٩

لبؤة

ينتفض من النوم , بعد ذلك تأتي كل حركة بآلية قد اعتاد عليها. يحاول الحفاظ على الصمت حوله و ينصت جيدا, يثني ظهره ليصل إلى صنبور الماء ليغسل وجهه, يرفع قدميه قليلا إلى أعلى لينهي وضؤ, يطوي ركبتيه تحت جسده ليركع مرتين للسنة ثم مرتين للفرض. و هو يرتدي ملابسه تؤلمه مفاصله. يفعل كل ذلك في صمت شديد و يستمع جيدا إلى الصرير الخافت الذي تصدره مفاصله المتألمة أكثر من العادة من البرد. يضع في فمه حبة دواء, حبة واحدة من بين حبات جيلاتينية رغوة. يكره اسوار الحديقة, اسوار قفصه هو و آخرون مثله بقبعات قديمة متأكلة و زي يتمسك برائحة العفن. كثعبان استنفذ جلد قديم, يذهب الى دورة المياة و يتخلص من طبقة تلو الاخرى من كومة الملابس الذي يرتديها وقاية من البرد. يتوقف عند الطبقة المناسبة, ثم يرتدي قميصه و بنطاله الكحليين, فيختفي تحت طبقة كحلية تشببه كثيرا – قد مر على ميعاد احالتها على المعاش وقت طويل. عشر سنوات و بضعة ايام. يأخذ حقيبته الصغيرة ذات الثقب الكبير و يتجه الى قططه. فهو بدل من أن يجلس تحت النافذة يحتسي الشاي و تأتي له القطة, يركب ثلاث مواصلات و يذهب لها هو. تقابله الرائحة كزائر قديم