عازف التشيلو و الغرفة الأخرى
ركضت في الطرقات المظلمة و في الثواني القليلة التي قضت فيها المسافة بين الصالة الأمامية و الغرفة بحثت في ذاكرتها عن أي شيء متصل بهذا الجزء من الشقة و لم تجد. وجدت نفسها تفتح باب لم تفتحه من قبل أبدا و شعرت بسعيد يأتي من خلفها مهرولا. وجدته ملقى وسط الغرفة بجانب التشيلو. تسمرت مكانها و أتاها صوت سعيد كأنه من سماعة هاتف لا تعمل يخبرها أن سيارة الإسعاف قد وصلت. ************* أخرجت متعلقاتها من الحقبية التي أصرت على ألا تأخذ غيرها. ظلت تقول لنفسها و تقول له بغير وضوح انها لن تبقى لمدة طويلة و اصتحابها لحقيبة واحدة فقط ما هو إلا تأكيد لكلامها. جلست على الفراش و هي تتذكر ردود أفعال اصدقائها المقربون عندما قالت لهم أنها ستعود لمدة قصيرة حتى يتحسن. سألت نفسها لماذا هي هنا؟ لم يتغير الحال كثيرا فهي في نفس الحجرة التي قضت بها أخر شهور لها في هذه الشقة. أحبت هذه الغرفة بالرغم من الآلم التي حملتها ذكرياتها. كانت هي التي أفترشتها و لم يتغير منها شيء منذ ذلك الحين فلماذا يملؤها شعور مختلف. ربما لأنها أختلفت هي نفسها و تغيرت و تبدلت علاقتهم فهي لم تعد زوجته و لم يعد جزء من حياتها و هي لم تع...