نبتة
ربما كنت نبتة في حياتي السابقة و ليس قطة كما ظننا جميعاً. أفتح شيش الغرفة لأدخل بعض الضوء للشجرة الصغيرة بورقها الناعم و أنظر على هضبة الملابس على الفراش، بدلت فراشي الصغير بفراش أكبر ليسع كل ما خزنت من أشياء بداخلي، لأفترشه و أنتشر فيه و لكني بفعل العادة تركت نصف لي و نصف لملابسي و كتبي. بجانبي كتاب "خارج المكان" لإدوارد سعيد. بالأمس، فضلاً عن المراجعة للإمتحان الذي درست فيه سيرة سعيد الشخصية، جلست أتخيل نفسي في عالم أخر و زمن أخر، طالبة دكتوراة مغتربة في أمريكا قابلت سعيد و هو شاب وسيم و بلا مأوي و بلا وطن. أتخيل نفسي أتعرف على هذا الشاب و أتخيل علاقتنا و حوارتنا عن كل شيء عن الأكاديمية و أتخيل مكان ليس بمكان مع شخص قد تحدد سيرة حياته - التي إنتهت - جزء من درجة الدكتوراة المنتظرة. الدكتوراة التي قد تأتي و لو بعد حين. و في ظل التفكير في كل السنوات التي عليّ قضائها للإنتهاء من تلك الرسالة أفكر في تلك النبتة التي تبنيتها و قررت إنني بحاجة إليها في حياتي، هي و أخريات، ملأت بهم المنزل و يوم بعد بدء علاقتنا الجديدة قلت لحبيبي أنني أفضل العودة للمنزل للجل...