شبشب مقطوع
تشعر بأنها تنصهر داخل عباءتها السوداء. لم تعد تحتمل انتظار الحافلة في هذا الزحام و هذا الجو الخانق. تؤلمها يداها من ثقل الأكياس الكثيرة التي تحملها. كانت تشعر بسخونة "الأسفلت" تخترق مطاط "شبشبها" الأخضر لتصل إلى قدميها. رأت الحافلة قادمة من بعيد, فتشبثت بالأكياس جيدا متأهبة لوصولها. أسرعت من خطوتها فبدت ككرة سوداء صغيرة تتدحرج بصعوبة. ذهب شعورها بالارتياح و هي تتسلق السلالم لصعود الحافلة عندما شعرت ب"فردة الشبشب اليمين" تتمزق و تنزلق من علي قدمها المنهكة. نزلت السلالم بصعوبة لتبحث عن الشبشب لتصلحه بعدما تتسلق مرة أخرى. بعد أن وجدته تحت أحذية كثيرة, حاولت الركض لتلحق بالحافلة التي لم تنتظرها.
________________________________________
تشتري له "شبشب" جديد في عيد زواجهما الأول. لا يبدي إعجابه أو كرهه للشبشب الأسود فتحاول أن توضح الفكرة وراء الهدية: أن يرتديه في المنزل او في المصيف و انه "ماركة". يشكرها بحرارة كاذبة و هو يقبلها. في المنزل لم يخرج الشبشب من علبته, فانتظرت حتى ينتهي الشتاء لكنه لم يظهر أيضا. قالت لنفسها انه "محوشه" للإسكندرية. ذهبوا إلى الشاطئ كل يوم لمدة شهر و لم ترى الشبشب مرة واحدة. عندما سألته عنه قال انه تمزق أول مرة ارتداه فيها. اتهمته بالكذب فتشاجرا. بعد أن تأكدت انه نائم, ذهبت إلى الدولاب و أخرجت علبة الشبشب فوجدت الفردة اليمنى ممزقة. أقنعت نفسها و هي تحاول النوم انه كان يرتديه و هي نائمة.
_________________________________________
مرت الليلي و الأيام و قلمه لا يكتب حرف واحد. امتد الشهر إلى ثلاثة و هو لا يزال يشعر بالعجز. كان ينفذ كل الأفكار التي تأتيه لتدفعه للكتابة. قرأ اكثر من المعتاد و كان يحرص علي قرأه كتب مستفزة جدا. ذهب إلى السينما كل يوم و كان يشاهد الفيلم اكثر من مرة إذا رآه ملهما. كان يزور أماكن يحبها بعد الانتهاء من العمل و عندما لم تلهمه الأماكن المحبوبة, ذهب إلى الأماكن التي يكرهها.
وعد نفسه الا يغضب. بدء ممراسة اليوحا. اشتري انواع اقلام و خامات ورق مختلفة. كل ليلة كان يستمع الي انواع موسيقي متنوعة لخلق جو ملهم.
و في هذه الليلة استمع الي ديبوسي و عمرو دياب و بروس سبرنجستين ثم الي شريط قديم من اغاني الأطفال. كان مصصم علي إخراج طاقته في شئ إيجابي فاخذ مقص ازرق صغير و بدء في قص حيوانات و اشكال مختلفة من ورق الكتابة. ثم بدء في قص انابيب الحبر. و عندما لم يشعر بأي تحسن صرخ بصوت عالي و اخذ يبحث عن شئ أخر يمزقه. وقعت عيناه علي شبشه الاحمر تحت المكتب فأخذ الفردة اليمنى و مع كل قطعة نجح في تمزيقها من الشبشب, علت ضحكته و سالت دموعه.
تعليقات
تسلسل الفكرة حلو اوي يا زينب
بس انا ماحبيتهاش
حاسة انه ناقصها روح..او حاجة تانية انا شوفتها فى كل اللى قريتهولك قبل كدا
دندنة أنا ساعات بحس كده زي ما إنت قولتي بس أنا مكنتش عايزة تكون فيها الروح إللي بتتكلمي عنها دي. شكرا على التعليق