قشر البرتقال المنحرف
ماذا لو سر إنحراف البرتقال في قشره؟
لم اعتاد هذا النوع من الكتابة. أطعت قلمي مرة واحدة فقط لأكتب شيء كهذا – الذي لا أعرف ما هو – عند إنتهاء 2009 و منذ ذلك الوقت و أنا أفكر ماذا سأكتب عند إنتهاء 2010 و تراودني رغبة في الضغط على زر فاست فورورد لأكون قد رأيت كل شيء و أعرف أخيرا ماذا أكتب قبل بدء يناير.
لكنني الأن في سيبتمبر و نهى قالت أنها ترى برتقال منحرف و هي تنتظر الإتوبيس. غمرني حينها و أنا أقرأ ما كتبته شعور أنني واحدة من حبات البرتقال المنحرفة التي تأتيها متحزمة بوشاح أحمر و ترقص في الشارع.
الفارق الوحيد هو أنني سأرقص لنهى في الشقة و في الغالب ستضحك نهى و تقول "لا مزيد من الإنحراف". و أنا طبعا لن أصدقها و لن أتوقف عن الرقص.
البرتقال ليس فاكهتي المفضلة لكنني شعرت بتواصل غريب بيننا ليس لأنني منحرفة و البرتقالي ليس لوني المفضل و لا أرتدي وشاحات حمراء إلا نادرا. ربما لأن برتقالات نهى المنحرفة تواجدوا في مكان ما في عالمها التي نقلته لعالم كل من قرأ ما كتبت و إلي عالم كل من سمع عن هذا البرتقال المنحرف من من قرأ.
لا أعرف تحديدا و لكنني لم أكف عن التفكير في البرتقال منذ ما عرفت بوجوده.
و بدأ مع تواجد البرتقال المنحرف في حياتي تواصل بينه و بين أشياء لا صلة لها ببعض. فمن شهور عديدة كتبت قصة و سميتها "قشر البرتقال" عن امرأة تشبه أفخاذها قشر البرتقال أو هكذا تقول عنهما. لم يقرأها أحد – بإستثناء دولت التي جلست تستمع إلى جمل تدل على إبداعي في التعبير عن مشاعر المرأة مثل "إنتوا طبعا مش مصدقين إني بحب فخادي" و "مش كل الفاكهة قصدي مش كل الفخاد زي بعضها".
ذكرني البرتقال بالقصة التي كنت قد تصالحت مع وجودها في الحياة.
و من إسبوع رأيت صورة لراقصة أمريكية في عرض رقص حديث و لم يلفت نظري أي شيء في الصورة سوى أفخاذها – أو فخذها الأيسر – الذي كان يشبه أفخاذ المرأة في القصة التي تشبه قشر البرتقال.
و البرتقال منحرف.
بدأت تتكون عندي وصلة من الخيوط البرتقالية بين أشياء غريبة. و في وسط كل ذلك أتذكر ضحكة نهى و هي تحكي عن البرتقال و عن الأشياء المستديرة.
ربما ما يجمع البرتقالات و المرأة في قصتي و الراقصة هو الإنحراف أو الإعلان بما سيسميه البعض بالإنحراف: الرقص في الشارع أو الرقص عامة و الكلام عن الأفخاذ.
أنا لا أمتلك أي ملابس برتقالية و لا حتى وشاح. فربما هذا عقدة لأنني أفتقد هذا اللون في كومة ملابسي التي أتركها عند طرف السرير لأنني قصيرة.
أو ربما أذهلتني ثقة البرتقالات و هي ترقص في الشارع دون أن تفكر في ما سيقوله الناس عنها. و ثقة المرأة و هي تحكي بإستفاضة عن حبها لأفخاذها رغم كل شيء و أن الراقصة الأمريكية (أنا لست متأكدة من جنسيتها) ترقص بالفعل و أفخادها تشبه قشر البرتقال.
بدأت أفكر في ملابسي و أفخاذي و موهبتي في الرقص الحديث.
و طبعا فكرت في الإنحراف.
و توصلت إلى عدة إشياء:
قميصي الكاروهات كبير عليّ فأعطيته لإيمي
أنا أحبني إذا أنا موجودة (لم أتوصل لها بل تذكرتها)
أنا لا أجيد الرقص الحديث و لن اتعلمه قبل إنتهاء 2009
الرقص و الكلام عن الفخاذ ليس إنحرافا
و إنحراف البرتقال ليس من قشرته كما اعتقدت لوهلة لأن القشرة تعطي هذا الإنطباع لأن القشرة سكسي إنما إنحراف البرتقال يأتي من الداخل
جماله يأتي من الداخل – من أعماق أعماقه.
أعتقد أن هذا التفسير سيرضي المرأة في قصتي السئية و يقلق نهى لحد الضحك و يدفع علي لقول شيء أعرفه لكنني أقنع نفسي بغير ذلك. و سيسرع محمد الحج في رؤيتي و سيتصل بي محمد يقول "إيه ده؟". سمر ستضحك و تتذكر المكالمة و مغازي سيقول "يا فُضحيّة". أما مريم فستفكر مرتين قبل السفر إلى نيو يورك أو أي مكان أخر.
لم أفكر في رد فعل دولت لأنها تركت الفيس بوك ثم عادت و لا أعرف إلى متى ستبقى.
و الراقصة النصف أمريكية حتما ستحب تفسيري الذي سيلهمها كل مرة ترقص بوشاح أحمر.
تعليقات
merci 3la lotfaak enta :)