العادة
إحنا كائنات
العادة
دي ترجمة حرفية ل
we are creatures of habit
لأن لو في تعبير
بيشرح نفس الفكرة بالعامية ف أنا مش عارفاه لأني مش دقرمة زي ما أحب إني أكون.
بس عامة يعني
إحنا كائنات العادة.
فتحت الباب, نورت
أول نور بيشتغل و مشيت بشويش عشان مخبطش حاجة في الظلمة لأن في زائرة عادتها إنها
تغير ترتيب الحاجات غالباً عشان كسر العادة.
هي مش زائرة أوي
بس عشان كسرت عادة الحياة في المكان ده بقت زائرة.
زيّ
بوصل لأوضتي –
لمدة كام سنة دلوقتي و أنا بعتبر الأوضة دي أوضتي إللي بزورها out of habit . دي مش عارفة أترجمها الصراحة.
الأوضة دي هي
سايباها زي ما أنا رتبتها لسبب ما أنا مش عارفاه, كل حاجة تقريباً زي ما هي.
و زي كل مرة بفتح
النور بهدوء لا الكهرباء تعمل إنفجار و ده إحتمال وارد جداً و بفتح الشباك على
منظر أنا عارفاه كويس أوي و حافظاه و بربطه بريحة و أكل و ناس و مواقف.
بعد ما بفتح
الشباك بروح أتفقد باقي البيت. بهدوء خوفاً من الصراصير و كمان عشان أسلم على كل
جزء غبت عنه كتير. بفتح الأنوار كلها و اتأكد إن كله تمام.
و برجع تاني عند
الشباك الوحيد إللي بفتحه.
أنا عملت كل ده
النهاردة الصبح.
و دلوقتي قاعدة
على الطرابيزة و بكتب ده.
إمبارح بليل قررت
إني لازم أرجع هنا لأسباب كتيرة, منها إني مليش مكان تاني حالياً و إني كنت عاملة
خطة إن هشتغل هنا الشهر الجاي إللي هيبدأ بكره و إني لازم ألتزم بخطتي و كمان لأني
محتاجة أكون لوحدي رغم إني خايفة من ده جداً.
و بليل قررت رغم
من إني مش عايزة أكون لوحدي إني هاجي و شفت نفسي بفتح الباب و بدخل و بعمل كل حاجة
بالترتيب إللي بعمله دايماً.
بليل شفت نفسي
بكتب الكلام ده و إفتكرت حاجة حسيتها من يجي سنة و نص مثلاً – كنت خايفة لأني كنت
مبسوطة و كنت خايفة من شيء معين جداً: إني مكتبش تاني لأني لسبب ما بكتب بس وقت
الحزن و الضيق و الخوف.
الغريب إن الخوف
عمره ما راح. في وقت ما كان خوف من حاجة بدون داعي و عقبال ما راح كان رجع تاني هو
هو بس رجع لأن كان بقاله سبب يكون.
أنا بكتب عشان
بخاف أكون لوحدي.
دي حاجة فيا و مش
عارفة لو هي لازم تتغير بس أنا عمري ما فكرت إني عايزة أغيرها و دلوقتي بفكر هل
معني إني أكبر إني لازم أغير عاداتي؟
بخاف
ينساني
زي مثلاً إني
دايماً بسمع كوكي و أنا بكتب و أعتقد يعني إني ممكن أقول إني كتبت أحسن حاجات
كتبتها من وجهة نظري يعني و أنا بسمع أم كلثوم.
و إني بكتب على
ورق أصفر قبل ما أكتب على الكمبيوتر, ورق أصفر و أقلام رصاص.
أنا بخاف لما
باجي أكتب من إللي هيتدلق على الصفح و مبقدرش أقعد كتير لأني بخاف أكون لوحدي.
نفس الأسئلة. نفس
الرغبات. نفس الحاجات و الإحتياجات. نفس اللبس. شوية منه على الأقل. تقريباً نفس
الحاجة هيّ هيّ بس أنا عارفة إنها مش نفسها و مش عارفة أشرح ده لحد.
يعني مثلاً أخر
مرة رحت لندن حبيتها و مكنتش عايزة أعترف بده و كنت عايزة أكون لوحدي, كنت مبسوطة
لوحدي. أه هو شعور مدامش لكنه حصل.
فهل عشان نكبر
لازم نكسر الحاجات؟ لازم نشوف الفتافيت عشان نعرف إننا كبرنا؟
الحاجات إللي
إتحولت لعادة كتيرة. زادت. و زاد همها على قلبي.
بتوضح أكتر و
أكتر.
و في طول الساعات
و كتر التفكير بيجيلي هاجس إنه مش كسر العادات بالضبط – أو مش كسرها دايماً – هو إللي
بيخلينا نكبر. هو إننا نشوفها إزاي بقت عادة و نعرف إحنا عايزين نغيرها و لا لأ.
بس بالرغم من إني
مؤمنة إننا نقدر نشتغل على كل حاجة و نحركها زي ما نحب و نخلق إللي إحنا عايزينه
إلا إن خوفي قاعد على قلبي و شالل أنفاسه.
في فرق كبير ما
بين إيماننا بالحاجات و إيماننا بقدرتنا على تغير نفسنا و تغير إللي حوالينا و بين
أملنا إن الحاجات تتغير و تكون زي ما إحنا عايزينها.
و أنا دلوقتي
حاسة إني مش عارفة أفرق ما بينهم.
مش عارفة لو
إيماني بينا قادر يعمل حاجة و مش قادرة أفرق ما بينه و بين الأمل.
الأمل....
في حاجات كتيرة
اتغيرت. أنا عارفة ده و عارفة إني قادرة
أكسر العادة.
ببطء. لوحدي. مع
بعض. معرفش بس عارفة إني قادرة أعمل ده.
بس مثلاً مش
عايزة أبطل أسمعها و أنا بكتب.
قضت معايا ليالي
و أيام.
بسمعها و أنا بمشي
في التراك. بغني معاها بصوت عالي و دي حاجة أكيد مثيرة للفضول: إللي ماشية بتتسلطن
على صوت الست الساعة 7 الصبح. و كانت الساعة تخلص لما الحفلة تخلص.
أنا بسمعها
دلوقتي و أنا بكتب و كنت أتمنى إني أكون بسمعها في سياق أخر بس بالرغم من الوجع و
قسوته أنا عارفة إن الرجوع للبدايات و المشي في نفس الخطوات كتير بيساعد يوضح
الدنيا و يخلي الحاجات تبان و ساعتها بس بنقدر نشوف طريق تاني نمشي منه.
دلوقتي بضحك على
سذاجة زينب لما كنت فاكرة إني مش هكتب تاني.
دايماً برجع
للكتابة.
العادة بتغلب.
هقوم أقفل
الحاجات و المحتاجات و أقفل الشباك أخر حاجة. هلملم حاجتي – أخدت بالي إني دايماً
بلملم الحاجات – و هقفل النور إللي فتحته أول واحد أخر حاجة و هقفل الباب ورايا.
بعدها معرفش.
و
العمل...إيه العمل....
مش متأكدة بالضبط
نبتدي منين بس عارفة إن العادات بتتكسر لما مسار حياتها بيخلص.
ليلة البارح وسط
الخوف من حاجات كتيرة إفتكرت مرة واحدة كده إني بطلت أكتب بالرصاص.
هوسي إني لازم
أكتب بالرصاص بس و أبداً مش الجاف إتكسر. خوفي من أني أكتب حاجة و معرفش أمسحها
إختفى بشويش.
مش فاكرة إمتى و
لا إزاي بالضبط بس عارفة إنه غالباً بدء يوم أما شفتك بتكتب بالجاف و تشطب و تكتب
من سطر جديد. مش فاكرة فعلاً إمتى بس
عارفة إني بقالي كتير أوي مكتبتش بقلم رصاص.
و إبتسمت.
و
الأمل.....
تعليقات