من البحر
من البحر....
دي تدوينة عيد
ميلادِك – تدوينة مخصوص عشان إنتِ ماي وان آند آونلي فان!
مش فاكرة إمتى أول مرة
شفتِك بس عندي ذاكرة مشوشة عنِك و إنتِ لابسة تي شيرت و بتعملي ب هِمة – غالباً دي
صورتِك عند أغلب الناس، عشان ناس قليلة أوي بعتمل الحاجات بحب و بتفاني زي ما
إنتِ بتعمليها.
كنت متخيلة إني هحس
بوَحشة عشان إنتِ مش هنا يوم عيد ميلادِك، و عشان ريم مسافرة يوم الخميس و دوللي
هتتجوز الجمعة و أنا و ايمي هنفضل مقاطيع كده زي ما إحنا بس هنعمل حزب لوحدنا: حزب
في إنتظار العزومات و السفريات.
بس أنا متحمسة،
متحمسة للتغيريات إللي بتحصل في حياتنا و
بتغّير فينا. بفكر إن حتى في اللحظات إللي مكناش قريبين زي ما كنا في وقت
زمان، كنا برضو بنأثر في بعض و على بعض، و إن بشكل ما – رومانسي شوية - أنا بتشبث بكل تفاصيل صداقتنا إحنا الخمسة. و
إني ممتنة بتفاصل علاقتي بكل واحدة فيكوا.
قررت الصبح إني بدل
ما أقعد أفكر كان ممكن نعمل إيه في عيد ميلادِك لو كنتِ هنا إني أكتب لِك تدوينة
عشان محدش كان بيعبر النصوص بتاعتي غيرِك. إنتِ كنتِ هتبقي مسافرة كده كده و أنا
قاعدة بحاول أكتب نص مش عايز يتكتب و يمكن لما يحس كده إن في حاجة من ريحتِك في الأوضة يحن و يطلع من تحت السرير،
زي ما هوبي بيعمل أول ما بيسمع صوتِك، بيطلع و يتمشيى مرتاح في البيت لأن خالته هنا.
لما أصحابنا مبيبقوش
موجودين، بنحول كل شيء عنهم لحاجات رومانسية و حاجات عاطفية. يمكن الكلام ده يكون
جزء كبير منه عاطفي - أكيد يعني جزء كبير منه مشاعر فياضة و إشتياق – لكن هو في
جزء كبير من مشاعري له علاقة بإن الناس دول، إللي بيكونوا جزء من وجودنا في مكان و زمان إحنا
عايشين فيه و فجأة ميبقوش موجودين و لا يبقى الوصول ليهم بنفس السلاسة إللي
إتعودنا علينا بيخلينا نقعد نحفر في
الذاكرة و نقدّر العلاقات دي و نشوفها بكاملها و نشوف كل الإحتماليات المفتوحة
فيها و دي فرصة مش بتيجي من وجودنا كلنا في نفس المحيط.
كنا قاعدين مرة و
بقول ماريز قالت كذا كذا ف حد قالي ماريز مين؟ ماريز جارة ليلى؟ ف قلت لهم لأ
ماريز بتاعتي و لبقية القعدة بقى إللي بيفصل ما بينِك و بين الماريز الجميلة
التانية هي إنِك ماريز بتاعت زينب.
زي ما إنتِ بتاعت
البحر. مع إننا عمرنا ما سافرنا للبحر – رحلة مصيف يعني – سوا إلا إن لينا أيام في
البحر كانت مهمة في صداقتنا و مهمة في اللحظات إللي زي دي، إللي بتخلينا نفكر في
صداقتنا إتطورت إزاي و كان ليه فيها توتر في مراحل و ليه كانت سلسلة أوي في مراحل
تانية.
إللي إتعلمته منِك يا
ماريز إنِك مش بتاعت حد. و دي حاجة إنتِ عملتيها بصعوبة و بمعارك و بقلبِك إللي
مفيش زيه كتير: قلب عارف فين الصح، قلب بوصلته مضبوطة و حقاني و قادر يدي و يحب
منغير حساب و لا شروط و بعد ما يدلدق الحب علينا كلنا، يفيض منه و يتبقى.
دلوقتي – و الفترة
الأخيرة – كنت بفكر كتير في حاجات ممكن تكون ضايقتنا من بعض، بس مكنتش بفكر فيها
بطريقة وحشة أو إني شايلة أو إني حاسة إنِك ممكن تكوني زعلانة. بالعكس، كنت بفكر
فيها و في قد إيه كل الحاجات دي جزء من الصداقات إللي بتدوم
و الصداقات إللي الواحد يقدر يقول فيها كل حاجة منغير ما يتكسف أو يخاف يجرح
التاني. حتى لو مقلناش كل حاجة و متكلمناش في كل حاجة، شيء ما في سفرِك أكد لي
إننا قادرين على ده أكتر من أي وقت عدى و إنِك طول السنين إللي فاتوا – مهما حصل
في النص – كنتِ و هتفضلي حتة من قلبي.
ليلة ما سافرتي خوفي
من سفرِك كله طلع في إني حلمت إن الطيارة وقعت بيكوا في المحيط – مصر الطيران بقى
و النحس المنتظر. و صحيت مفزوعة بس هديت نفسي و أنا مؤخراً مبقتش بعرف أعمل ده
بسهولة و قعدت أقول لنفسي إني لازم أبطل عبط و فكرت في الكابوس ده لما وصلتي و
بعتي لنا الصور و فكرت إن مخي غالباً راح بعيد كده عشان أنا بحس إنِك فعلاً حتة من البحر،
رايقة زيه و اسمك منه بس إنتِ فعلاً مش من حد و لا بتاعت حد و سفرِك و شجاعتِك أكبر دليل على ده.
كل ما بتكبري بشوف ده
فيكِ أكتر و أكتر، و بشوف قد إيه إنتِ عندِك قدرة إنِك تقشري كل العاطفة إللي
بترافق الأشخاص و الأمور و المواقف و توزينهم و تقدريهم و تحفظيهم جواكي منغير
عتاب و لا ضغينة. و هو ده – بالرغم من حبِك و تعلقِك بالناس و الأشياء و الحاجات و قدرتِك إنِك تسيبي بصمة صوابعِك الرفيعة الجميلة على كل حاجة بتمسكيها و تحضنيها
و تحمليها ب إيديكي – إللي بيخللينا قادرين إننا نكبر و إننا نبقى أقرب لأجمل حاجة
جوانا كبني أدمين عايشين في واقع قبيح و مؤلم.
كل سنة و إنتِ حتة من
قلبي، بتكبري و تلاقي نفسِك و تفتّحي و تزهري زي الجناين و النباتات إللي بترعيها
و تحبيها. كل سنة و إنتِ حوالينا و بتحبينا و بتدلعينا، إللي مداقش دلعِك فاتوا
كتير.
و بما إننا قاعدين
ننظر عن الأرشيف، خدي دي من 2011، عام الأمل المفشوخ و ليالي أوديون:
May you never ever
not know how precious you are.
تعليقات