أرض الأحلام



كل سنة وإنتِ طيبة، كل سنة وإنتِ هنا، كل سنة وإنتِ حبيبتي يا ماجي، يا أجمل ماجي.

معرفش ليه بناخد وقت عشان نعّبر عن مشاعرنا تجاه الناس اللي بنحبهم، معرفش ليه في عيلتنا بالذات مش أسهل حاجة أقوم كده وأقول لحد فيكوا إني بحبكوا، لما بقول لتيتا بحس على طول إني عايزة أعيط وببقى عارفة إنها مش عارفة ترد. ساعات بيطلع منها I love you too, sweet baby وساعتها بعيط بجد.

وأنا بكتب لِك مش حاسة إنِك مش موجودة، مع إني عارفة إني بكرا هصحى ومش هعرف أكلمك وهيكون أول عيد ميلاد وإنتِ مش هنا، والحقيقة إني معرفش إنِت فين، بس بحس إن في حتت منِك موجودة، حتت كده متوزعة على الناس، حتت منِك في ذكرياتهم وحتت منِك في طلة مريم، في عينيها، وفي تقاسيم وش فريدة، في ضحكتها، في أيامنا سوا، حتت بنحاول نمسك فيها كده كويس عشان متختفيش مع الوقت.

إمبارح، فيس بوك العبيط قالي إنه عيد ميلاد ماجي السبت، 21، فاكرة لما كنِت بتهزري وتقولي أنا تور زي مبارك؟ وهيتلر والملكة ايليزابيث. يوم الجمعة قلت لتيتا بكل هدوء وإحنا قاعدين في الجنينة وهي بتشرب مشروبكوا المفضل، كابتشينو النادي، "بكرا عيد ميلاد ماجي" وهي قالت بنفس الهدوء

"It’s a difficult time of the year"

محدش فينا بص للتاني، it is أبريل شهر قاسي برغم كل حاجة حلوة فيه.

كمان خمس أيام هيكون عدّى سنة. وده رقم معرفش الواحد مفروض يعمل فيه ايه. بفكر بقالي أسابيع، "هنعمل ايه". أو الأصح مفروض نعمل ايه؟ معرفش كنتِ تحبي نعمل ايه. نروح النادي؟ ونشرب كابوتشينو؟ نسكافيه؟ نتمشى شوية؟ ناكل بيتزا؟
معرفش والله مفروض نعمل ايه.

فضلت كده شوية متزاولة ما بين يوم عيد ميلادِك وما بين اليوم نفسه إللي معنديش أي ذاكرة فعلية عنه غير أوضة في فندق، ليلى ونانسي، وعالية، وايبتي، وبعدين على السلم في المسرح، وليلى لازقة لي، بعدين البروفة والتسخين، والعرض اللي حضره تامر، مش متأكدة أصلًا لو أنا فاكرة الحاجات صح. حاولت أكلم دودي، قعدنا نعيط على التليفون، كلها تفاصيل لا تُذكر، في الصورة الأكبر للي حصل، هي تفاصيل ملهاش معنى، يعني كلها تفاصيل مكنتش هفتكرها حتى عشان أجي أحكيهالك عشان أضحكك على حاجة، كلهم ناس متعرفيهمش،ـ بس هما يعرفوكي عشان كنت بتكلم عنِك طول الوقت، بتكلم عنكوا دايمًا، إنتِ ومامي، وميسا وتيتا وخالتو منى، أجمل حاجة في حياتي ستات آل الوكيل.

وحشتيني فشخ. وحشتيني أوي أوي أوي. وحشني شعرِك وإني أقعد ألعب فيه، وتقولي لي بس بس، كفاية، وتقومي تعملي نسكافيه تاني. وحشتني مكالماتِك اللي كانت بينا أخر سنة ونص، وحشني صوتِك وإنتِ ساعات بتندهي زيزي وساعات زوزا. أحلى زوزا منِك إنتِ.

مع إني بحس إني لسه عطلانة لحد دلوقتي من ساعة ما كان عندي 8 سنين في إحنا بنروح فين بعد ما بنموت، قعدت امبارح أفكر كتير في صورتِك على فيس بوك، وفي قد ايه ممكن تضحكي على عبث إن حد يكتب لِك كل سنة وإنتِ طيبة على فيس بوك وإنتِ مش هتشوفيها. هو نفس العبث على فكرة اللي قايم عليه الجواب ده، أو  this one sided phone call

دلوقتي وقت المعرض، معرض الزهور، وقتِك، وقت عيد ميلادِك، وقت شم النسيم والبيتزا مع الرنجة والفسيخ، وقت مستقطع من الدنيا والجامعات والمحاضرات والمشاغل وكل الحاجات اللي ملهاش معنى.

المعرض والمشي للمعرض يوم بعد محاضرة كنت بدّرس بليل وإنتِ كلمتيني وقعدتي تحكي لي عن حاجات، عن صحتِك وقلت لي إنِك خايفة وأنا حاولت أقولِك متخافيش إنه كل حاجة اتغيرت وإن الحاجات بقت أحسن وإن مفيش حاجة تخافي منها. بس أنا خايفة على طول يا ماجي، خايفة طول الوقت يا خالتو، خايفة الزمن يعدي منغير ما أعرف أنا مين وكل ما أكبر بخاف يعدي منغير ما أعرف إنتوا مين وعيشوا إزاي وليه، معرفش لو قصّرت، معرفش لو ضيعت وقت كان باقي لنا سوا، معرفش لو عديت الكلام منغير ما أنكشه، ولو كنت نكشته كان هيحصل ايه؟

دلوقتي مش فاضل لي غير المكالمات دي، مكالمات بينا، بنت وخالتها، أصغر خالاتها، ست وبنت أختها، أكبر أخواتها، مكالمات نطمن فيها على بعض ونطًمن فيها بعض.

مفيش مكالمات عيد الأم، مفيش مكالمات شم النسيم، مفيش مكالمات عيد ميلادِك، الربيع بيعدي منغير صوتِك، كأن الورد اللي كنتِ بتلبسيه، على البلوزات والبنطلونات الخفيفة الصيفي، كأن الورد ده مزهرّش، كأنه بقاله سنة مش عارف يزّهر.

بقالي اسبوع بكتب لِك، بقالي أسبوع بحاول – أو أقل من أسبوع بشوية. بقالي 6 أيام.

بكتب لِك في اسبوع، اسبوع من الجنة، أسبوع من الأرض، أسبوع أتعّملت فيه الحاجات والمحتاجات، أسبوع وبقى فيه كون، أقل من أسبوع ومبقتيش موجودة، أسبوع ولا أقل، أسبوع أقل أقل من أسبوع أقل أسبوع بقالي بكتب لِك ده في أسبوع أسبوع مش بيعدي أسبوع وخلاص هو أسبوع وخلاص هنبدء نعد من جديد أسبوع ورا شهر ورا أتنين لحد أبريل اللي جاي.

معتقدش كنتِ بتحبي أيليوت، ضحكت في نفسي وأنا بدّرس يوم الإتنين عشان أفتكرت إن القسم مأثرش عليكي أوي، زي ما أثر فيا، لأني كنت بقول للطلبة إنهم هيتخرجوا ويحسوا إنها كانت أهم تجربة في حياتهم، تخيلتِك قاعدة في المدرج بتسمعي حد بيقولك كلام زي ده وبتفتكريه بعدها بسنين وسنين وتحكيهولنا وتضحكي.

ضحكتِك جميلة أوي، أوي.

بقالي أسبوع بحلم بيكِ، أو مش بالضبط، شوية منهم مش أحلام بس بنام وبشوفِك، مش بتعملي حاجة معينة، معرفش لو بكون نايمة ولا بفضل أعيد تفاصيل أيام معنية، تفاصيل حاجات معينة، أول مرة رحت فيها الوكالة معاكي، الشيء المشجّر – معرفش لو بلوزة ولا بنطلون – مش فاكرة، وسوتيان دوللي الأول اللي كان عليه ورد حلو بشكل وعيني كانت فيه، ورد على الإزاز، ورد على الورق، وردِك في كل حتة، القميص الأبيض اللي كان عليه ورد بمبة، وإنتِ بتقنعي ماما إن فلّة مش هتدور منغير الطوبة، وإنتِ واقفة جنب الكبّوت المفتوح، وماما بتقولِك وهي بتضحك أخيرًا وسط كمية لا بأس بها من shit عشان العربية مش بتقوم. أفشخ حاجة حصلّت في وقت مراهقتي: كانت كل ما فلة تقف، تضربيها بالطوبة تقوم تمشي، وإحنا نضحّك!

الورد مزهرّش يا ماجي السنة دي، الورد ملوش ريحة منغيرِك، ملوش نِفس يا خالتو، الورد ملوش نِفس يزهرّ منغيرِك.

حلمت بأخر أجازة في مطروح، يمكن عشان الحر، وعشان الصيف داخل، والتفكير في الأجازات تقيل، أجازات منغير خالتو منى، أجازات منغيرِك، منغيركوا. أجازات دمها تقيل.

يوم تاني، شفتِك راكبة على حصان، ده كان بعد ما فيس بوك كان بيفكرّني إنه عيد ميلادِك، عبيط أوي.  صورتِك مع الحصان بقالها أسبوع بتطلع لي على فيس بوك، وكل ما أفكر فيكي بشوفِك زي ما كنتِ يومها في الحلم، أو هو مش حلم، مش عارفة، مش متأكدة، هي مساحة كلها ربيع، كلها ورد وتفاصيل وألوان ومطر وخفة، وفي المساحة الغربية دي، بشوفِك، مساحة السحر بتاعتِك، مساحة السحر اللي معرفتش منه كفاية، اللي مسألتش عنه كتير، السحر اللي خبته السنين، السحر اللي كان بيخّلي فلّة تقوم ف كنا بنوصل المدرسة وإنتوا تروحوا الشغل.

في الحلم، كنتِ راكبة حصان، مش أي حصان، واحد من التلات حصنة. أنا نمت وهما قصاد سريري، فاكراهم؟ التلات لوحات اللي كانوا في بيت الجيزة، تيتا اديتهملي من فترة وأنا علقّتهم فوق المكتب، ف وش السرير، وبنام وأصحى عليهم. يومها معرفش لو ركزّت، بس لما غمضت عيني شفتِك، شعرِك قصير – كاريه – وبتضحكي زي الصور، زي أخر يوم شفتِك بس فيكي حيل، وفيكي نَفس وعايزة تجري، وراكبة على حصان من التلات حِصنة، وبتبصيلي وتضحكي، كأنِك بتقولي لي تعالى اركبي، وإنتِ في المكان ده، اللي شبه الحلويات اللي بتحبيها، لون الأيس كريم، والحصان طاير في لون طرحتِك المفضلة، وحواليكي ورد لسه هيزّهر، والحصان بيطير، وإنتِ مقولتيش حاجة بس ضحكتي، زي أخر يوم، يوم عيد ميلادِك الأخير. مكنتيش مستعجلة، بس كنتِ في طريق ما، معرفش هو فين، معرفش إنتِ فين، بس عرفت إن عندِك حصان يجيبك ويرجعِك، ف تعالي كتير، بحس إنِك هنا لما بتيجي تزوريني في المكان العجيب، تعالي عشان ألعب في شعركِ وأبوسِك حتى لو أتكسفت أقولكِ بحبِك يا ماجي، يا أجمل ماجي، يا أحلى حاجة، يا حلوة الحلوات







تعليقات

‏قال غير معرف…
بحبها مع أنى ماشفتهاش غير من خلالك و قصص و فردوس.. هي في مكان جميل و بتتفرج عليكي و بتضحك على نكتك و الكلام البتكتبيه..
يمكن لما بيمشوا بيشوفونا أوضح و احسن و بيزورونا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صورة يوسف

A City of One's Own

Olga's Pool