عود



يجلسا بعيدا – بعيد عن الناس يداعب الأوتار كما تراه يداعب عنقها في المنام ... يمرر أصابعه خلسة من بداية عنقها عند نهاية شعرها البني ليصل إلى كتفيها و يبدأ من جديد فهي تعشق البدايات.

بداية مداعبة الصدف المتدلي من عنقها في وتر جلدي رفيع يسقط في الممر الخمري الأملس و يتراقص مع أصابعه.

يتراقص/يدق/يتراقص/يدق/يتراقص/يدق/يتراقص

يدق و تصحو أحرف أسمه محفورة في الصدف المتلاصق بجلدها



اسمك أنت



تصحو الأحرف من منام و تحكي الكحايا على حركات كل وتر – لكل وتر حكاية و كل الحكايا تخرج منها...من داخلها...من أربع حجرات غير متساوية...في الحجرات تغزل الحكايا و تغسّلها و تصبغها بالكرمزي لتخرج حرف تلو الأخر ينادي


أنت


تحكي...يتحدث...تنادي


كلمني


يجلسا بعيدا – بعيد عن الناس في صف...هو. هي. عود...يعزف. تحكي. يغني.


كلموني تاني


يجلسا بعيدا –


عنك أنت


بعيدا عن بائعة المناديل و بائع البطاطا في ركن مفتوح لهما...ركن مفتوح يحمل رنين كل حركة من أنامله إلى السماء في حكاية. يجلسا في ركن – هو...هي...عود – يمر بينهم خيط البدايات ليمرر هو أصابعه من جديد على عنقها و تراه هي في المنام على رمل أبيض يغزف مع خرير الريح و يبقى العود كما هو بين فخذيها و بين يديه – يغني


فكروني فكروني


و لا يلاحظ أحدهما المرأة العجوز التي تفترش الأرض قبالتهم و ترمي الودع لترى عود جديد يزّين الصدف خشبه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صورة يوسف

A City of One's Own

Olga's Pool