كباية شمس

أنا أمي جابتلي الشمس في كباية

أيوه زي ما إنتوا سمعتوا كده بالضبط.  أمي جابت لي الشمس في كباية.

قرص الشمس في كباية صاج

جابتلي الشمس...هتقولوا ماشي. بس في كباية؟ طب إزاي؟

معرفش إزاي. و لما سألتها قالت لي إللي ستي دايما تقوله لما متكنش عايزة ترد على السؤال "لما يكون في النية بترصف الأيادي الطريق"

حكايتي مع قرص الشمس و الكباية الصاج متخلقتش من العدم. لأ. خرجت من بطن حكاية تانية – إتولدت من بذرة حكاية سبقتها.

حكاية ست جميلة لا قصيرة و لا طويلة بشعر عرق سوس و نمش منقوش على الكتفين. عملت زي كل بنات العمات و الإعمام و كل بنات الجيران  و إتجوزت.

بعدها عملت زي الخالات و الخيلان و القطط و الغزلان و خلفت.
(زغاريد)
خلفت بنت و سمتها زينب – زينب على ستنا زينب. زينب يعني شجرة صغيرة. هي الزينة.
زينب – زين  أبوها.
قالوها إنها زين أبوها.

و من الحكاية دي بدأت حكاية تانية مفهاش ألوان و لا زغاريد. بدأت مع اليوم إللي حصل فيه إللي حصل للمرة الأولى.

معملتش العشاء عشان تنيم بنتها. كانت بتغنيلي و ترسملي بصوتها حمام زاغل و سما و نقط مطر و أنا أروح في النوم و الحلم.

عمل إللي عمله و قالها "أنا مستناش." شاور على بنتها و قال "هي تستنى بس أنا مستناش".

و من ساعتها و الوجع زاد و بهت النمش و ذبل أسود شعرها مع مرة تحاول تهرب ببنتها بره الكابوس ده و تفشل.

بس جه الوقت إللي زهق منها و من نفسها إللي متكسرتش ف رمى عليها اليمين. و خلى البنت معاه عشان يكسر قلبها و قالها "لو أخدتي البت مش هتشوفي مني مليم"

خرجت من سجنه للمحاكم تحاول تأخد بنتها. و مع إن قلبها كان تقيل بالحزن على فراق الصغيرة النمش رجع شوية بشوية و الدفا عاد لخصلات شعرها و كل مرة كانت تشوف بنتها خطف كانت تطلع زغرودة من قلبها.

و لما كبِرت قالت له أمي "خلاص البنت تختار"

غضب و قال "مفيش عندي حاجة اسمها كده. و هنفضل أنا و إنتِ ما بين محاكم و محاميين لحد..."
و سكت ثواني
"لحد إيه؟ إنت هتوقف عند إيه؟"
بص للشمس من الشباك و لكوباية المايه الساقعة الصاج قدامه و قالها "لحد ما تجيبي الشمس في كوباية"

ممكن أقولكوا إن أمي طلعلها جناحات و طارت لقرص الشمس و جابته و طبقته في كباية. و ممكن كمان أقولكوا حكايات عن وحوش حاربتهم و آلهة الأساطير إللي هزمتهم لحد ما وصلت للهي عايزاه. و ممكان كمان يكون عندها عصاية سحرية هزتها مرتين و نزلت لها الشمس ما بين إيديها.

كل ده محصلش

هي عملت إللي كل ست بتعمله عشان نفسها و كل أمها بتعمله عشان بنتها  و كل إنسان بيعمله عشان يتنفس.

معرفش هي جابت الشمس في كوباية إزاي بس أعرف إنها لما دخلت الأوضة في إيدها كوباية متغطية بطبق فنجان أبويا ضحك. و أنا بصيت لأمي و غمزتلها عشان تطمني ف غمزتلي و شالت الطبق.

إنفجر في الأوضة دفا بكل الألوان و درجات الأصفر إللي رقصت على الحيطان و القرص فوق رأس أمي – هالة من الأساطير أو الجان.

نزلت معاها على السلالم و الجيران بيزفوني مع أمي – رايحة لدنيا جديدة و قرص الشمس مش مفارقنا.
و الزغاريد بتبوسني و تبوسها
(زغاريد) زينب (زغاريد) زينب (زغاريد) زين أمها مش زين أبوها.

تعليقات

‏قال Amy
I don't know if the words off the top of my head will express how this made me feel... so I won't type them out. all I'll say is mabrook.. w 3o2bal kol el kobayat ma tetmely shomoos.
I smiled men kol alby :)
‏قال reema
I repeat what Amy said you made me smile too at the end of the story...really touching. I also liked the part where her hair grew warmer when she went out of his prison...when you are thus imprisoned everything becomes warmer when you go out even the sun...
‏قال Zainab
Amy, I really dont know what to say to you. The words you typed here made my day :)

Thank you, thank you :)
‏قال Zainab
Reema, Thank you for visiting and for taking the time to read and even comment. I love that part too.
:)
‏قال الحسينى
i liked it so much, though i visit ur blog alot but it's the first time to comment cause this is very inspiring i'm touched with the idea and ur words makes me wonder "is this really happened?" :)
i wrote something about the sun in a glass hope u have the time to read
thanx for sharing that
‏قال Zainab
El Hussainy, I am really happy with your kind words. Thank you for visiting my blog, its such a joy. :)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صورة يوسف

A City of One's Own

Olga's Pool