كل صباح

تتسلل اشعة الشمس المنكسرة من النافذة الى اركان الغرفة. تعطي دفء مزيف للسيراميك البارد. تضيء بنورها الجدران البيضاء و كأنها توقظها من النوم. يغطي المكتب ورق رسم كبير و غصن شجر بدل من الكتب. اختفت الوان اوراق الشجر – درجات الاخضر و الاصفر الاحمر الداكن – تحت اكوام من التراب. تقع صورة من هذا الغصن, ولدت من طرف قلم رصاص, تحت قمع التراب. فتبدو و كأنها لا تقدر على التنفس.

يأتي صوت خطواتها على الارض مفعما بالحياة. تضع وسادة قديمة على الارض لتجلس عليها. تشرب الشاي بالحليب و تغلق عيناها. تشعر بدفء الشمس على جسدها و وجهها و يملؤها احساس بالكسل. تمر لحظات من السكون لكنها توهم نفسها انها ساعات.

عندما تنتهي من قدح الشاي تنهض. و هي ذاهبة الى المطبخ تقع عينها على المكتب المغطى بالتراب التي لم تقربه منذ شهور. تبتسم لنفسها و تقول لنفسها ما تقوله كل صباح:

"خلاص, كفاية كدة…هابتدي احط الالوان النهاردة."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زيت على كانافا

صورة يوسف

The Madness of Mrs. Woolf